cry
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 24/06/2009
| موضوع: نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً.. الإثنين يونيو 29, 2009 1:15 am | |
| جاء خطاب أوباما في جامعة القاهرة كما قال للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل وهي بداية مبنية على أساس حقيقة أن أمريكا والإسلام لا تعارضان بعضها البعض ولا داعي أبدا للتنافس فيما بينهما بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها ألا وهي مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان. ولقد كان أكثر واقعية من الكثير من وسائل الإعلام العربية التي أعطت الخطاب أكبر من حجمه حين قال: "التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها ولا يمكن لخطاب واحد أن يلغي سنوات من عدم الثقة". تحدث عن التحديات المشتركة منها ضعف النظام المالي، وخطر الأمراض، والسلاح النووي، والعنف في منطقة جبلية، وذبح الأبرياء في دارفور والبوسنة، وأن ذلك يسبب وصمة في ضميرنا المشترك، وأضاف أن القوة العسكرية وحدها لن تكفي لحل المشاكل في كل من أفغانستان وباكستان.
ولكن واقع الحال يبدو أكثر وضوحاً من واقع المقال، بالرغم من حديثه عن خطط تنموية في أفغانستان وباكستان لكن صور الدماء وأشلاء المدنيين التي تقصف بشكل شبه يومي في تلك المناطق ودائماً بطريق الخطأ، لها وقعها الأشد والأكثر وضوحاً، أكثر من 3 ملايين مشرد من منطقة سوات، هل كان لا بد من محاربتهم ثم وعدهم بالتنمية والتفاخر بحل مشاكلهم، أم أن الحال يشبه حال فرعون الأول الذي قال له موسى عليه السلام: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائيلَ}. أما العلاقة بين أمريكا و"إسرائيل" فقال بأنه لا يمكن قطعها وأنها تستند إلى علاقات ثقافية وتاريخية.. ثم بدأ بالحديث عن تعرض اليهود على مر القرون للاضطهاد ومعاداة السامية والمحرقة.. وكأن أوباما يبكي محرقة مضت بينما لا يمكنه مشاهدة محرقة غزة التي لا يزال جرحاها من الأبرياء يتأوهون من الآلام!
تحدث عن آلام الفلسطينيين على مدى أكثر من 60 سنة، وأكد أن أمن "إسرائيل" لا يتوفر عن طريق الأزمة الإنسانية في غزة التي تصيب الأسر الفلسطينية بالهلاك أو عن طريق انعدام الفرص في الضفة الغربية، إلا أنه لم يطالب أحداً ما بفك الحصار عن غزة. أشار إلى قصة الإسراء عندما أقام الأنبياء موسى وعيسى ومحمد سلام الله عليهم الصلاة معا، ولكنه لم يعلم أن السورة تحدثت كذلك عن هلاك من يفسد في تلك الأرض ويعلو فيها علواً كبيراً، قال تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً* ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً* إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً}.
كما تطرق للملف النووي الإيراني، والحرية الدينية، وحقوق المرأة، والقضايا الاقتصادية التي تعاني منها أمريكا اليوم ويكفي أن نعلم بأن عدد العاطلين بأميركا وصل الشهر الماضي 14.5 مليوناً. حاول الرئيس الأمريكي مجاملة المسلمين في خطابة تارة يتحدث عن أصوله وتارة عن الآذان وتارة عن التعايش بين النصارى والمسلمين في أندونسيا وتارة عن الجالية المسلمة في أمريكا ومساجدها والعلاقة التاريخية، مما حدا ببعض المحللين إلى القول بأن الخطاب صاغه خبراء في علم النفس السياسي، يبقى لنا أن نتساءل متى تصدق الأفعال الأقوال؟ ونحن فقط نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً. ربما علينا أن نذكر بأن عدد من قتل من العراقيين على يد الديمقراطي "بيل كلنتون" أثناء حصار العراق، هم أضعاف من قتلوا على يد الجمهوري بوش، وعلى هذا فالديمقراطيون يقتلونك ببطء ودون أن تشعر، وهنا يكمن الخطر. ولكنا ندرك أن الأمة الإسلامية خير الأمم، وأن عليها ألا تتخذ من خطاب
أوباما أو غيره مخلصاً لها أو راسماً لسياساتها ومستقبلها، بل عليها هي أن ترسم للأمم طرق النهضة والحرية الحقيقية والخلاص من ويلات الكفر والظلام بنور الوحي، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}. ايت عميرة:سعيد الدين بن سيهمو | |
|