cry
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 24/06/2009
| موضوع: مغاربة إسبانيا يجوبون المزابل والأسواق الأسبوعية بسبب الأزمة الاقتصادية ! الإثنين يوليو 13, 2009 3:55 pm | |
| آلاف المهاجرين المغاربة بإسبانيا مهددون بالطرد إلى بلدانهم الأصلية، رغم قضائهم لمدد طويلة ومتفاوتة، تتعدى عشرات السنين للبعض منهم. هذا علاوة عن الأقساط الشهرية للأبناك بالنسبة للذين اقتنوا شققا أو سيارات جديدة، حيث عجزوا عن مسايرة هذا الوضع الشاذ، في ظل ارتفاع أسعار الفائدة وتضاعف أقساط الاقتطاعات الشهرية وانعدام فرص الشغل كل شيء بإسبانيا يوحي بأن هناك أزمة اقتصادية خانقة، نتيجة ركود قطاع البناء وتسريح آلاف العمال الذين بات اغلبهم يعاني من العطالة القاتلة.
فالتجزئات السكنية هجرها المقاولون وتركوها للخراب، مما انعكس سلبا على قطاع الخدمات الذي عرف بدوره أزمة حادة تمثلت في إقفال العديد من المطاعم والمقاهي والمتاجر والنوادي... لأبوابها أمام روادها. وقد عرفت إسبانيا أعلى معدلات البطالة في أوربا خلال الشهور الأخيرة. وفي هذا الإطار تدخل شريحة عريضة من المهاجرين المغاربة الذين بات هاجس البطالة يقض مضجعهم ويؤرق بالهم نظرا لانعدام الدخل وعدم قدرتهم على تأدية الأقساط الشهرية للضمان الاجتماعي (السوكورو)، حيث تشترط الحكومة الإسبانية لتجديد وثائق الإقامة، العمل على الأقل 6 أشهر في السنة، وهو ما لم يتأت للمهاجرين هناك، مما جعل الآلاف منهم مهددون بالطرد إلى بلدانهم الأصلية، رغم قضائهم لمدد طويلة ومتفاوتة، تتعدى عشرات السنين للبعض منهم.
هذا علاوة عن الأقساط الشهرية للأبناك بالنسبة للذين اقتنوا شققا أو سيارات جديدة، حيث عجزوا عن مسايرة هذا الوضع الشاذ، في ظل ارتفاع أسعار الفائدة وتضاعف أقساط الاقتطاعات الشهرية وانعدام فرص الشغل، وحتى التعويض عن البطالة لا يتعدى شهورا معدودة... مما دفع بالعديد منهم إلى ترحيل الزوجة والأبناء نحو المغرب والإقامة مع الأصدقاء في شقق صغيرة بالأحياء الهامشية والفقيرة... يبحثون عن قوتهم اليومي لدى الجمعيات الخيرية التي توزع المواد الغذائية على المحتاجين مجانا، في انتظار الذي يأتي والذي سوف لن يأتي.
هذا هو حال العديد من المهاجرين المغاربة الذين واجهوا أمواج البحر العاتية وبطش سمك القرش، ليصلوا إلى الضفة الأخرى التي بدأت تلفظهم اليوم، كما يلفظ البحر جثث الذين لم يحالفهم الحظ في الوصول إليها. «الوطن الآن» التقت العديد من المهاجرين، عمالا وتجارا ورجال أعمال وطلبة...
محمد «الشلح» شاب في الثلاثينيات من عمره، تقني فلاحي، وصل إلى إسبانيا منذ 6 سنوات وعن طريق الصدفة لأنه لا يملك المال الكافي لشراء عقد عمل أو «الحريك» عبر شبكات تهريب البشر. قبل هجرته، كان يعمل لدى أحد المستثمرين الإسبان بمنطقة أكادير في المجال الفلاحي، كان رئيسا لأكثر من 160 عاملة، حرضهن على القيام بوقفة احتجاجية ضد رب الضيعة، فكان له ما أراد، فتسلل إلى داخل الضيعة مستغلا هذا الوضع، ليستأنف عمله بشكل عادي. أما النتيجة فهي طرد العاملات وحصول محمد على عقد عمل بالديار الإسبانية، بعد إتمام عمله رفقة الأجنبي الذي طرق أبواب المسؤولين وإرشائهم كي لا تتم متابعته وتعويض العاملات. يتذكر جيدا القصة كاملة ويقهقه لأنه يعي أنه مشهود له بالتواكل وقلة الإخلاص وسوء النية والسريرة والطوية.
يعيش اليوم حالة العطالة ويفكر في العودة النهائية إلى المغرب والبحث عن صاحبه للعمل لديه بـ 700 أورو (حوالي 7000 درهم)، وهو العرض الذي سبق وأن اقترح عليه ورفضه.
نوفل.ح، طالب جامعي بالسنة الثانية معلوميات، قضى ثلاث سنوات بإسبانيا، لم يحالفه الحظ وكرر السنة الماضية، مما حدا بالسلطات الإسبانية إلى رفض تجديد إقامته، وهو يعيش اليوم بدون وثائق إقامة، يتوقع الأسوأ إذا ما حاولت السلطات الاسبانية التخلص من المهاجرين غير الشرعيين.
بوزكري. ز، كان إلى حين أحد تجار الجملة الكبار بمنطقة اشبيلية، لكن حلول الأزمة مع بداية أكتوبر 2008، ساهمت في تقليص مبيعاته اليومية بشكل تدريجي إلى حدود شهر ماي الماضي، حيث عجز عن توفير أجور العمال والكراء والضرائب وحاجياته اليومية، في ظل المنافسة الشرسة للصينيين الذين احتلوا السوق الإسبانية وأغرقوها بالمنتوجات الصينية ذات الأثمان المنخفضة، مما دفعه إلى بيع متجره، وهو اليوم حائر بين تأسيس شركة للتصدير والاستيراد والعودة إلى أرض الوطن خوفا من المجهول ومن السمعة السيئة للمسؤولين الذين يرون في المستثمر بقرة حلوب...
أغلبية مقاولات البناء أعلنت عن إفلاسها، وبإعلانها هذا توقفت شرايين قطاع الخدمات وبدت التخفيضات مكتوبة بعناوين عريضة على واجهات المحلات التجارية، التي مازالت تقاوم الأزمة، والمطاعم والأسواق الكبرى وحتى نوادي الترفيه وممارسة الجنس، أعلنت عن قرب إفلاسها. ومن جانب آخر، ورغم أن الأزمة خانقة، فليس هناك ما يوحي بأن أنفلونزا الخنازير لها مكان وحيز ضمن نقاشات رواد المقاهي، بقدر ما بات الخوف من الغد هو سيد الموقف. فلا حديث هناك إلا عن الأزمة.
ولتخفيف وطء هذه الأخيرة على المغاربة، أصبح أغلبهم يجوب الأسواق الأسبوعية والمزابل لجمع والتقاط ما خف وزنه وغلا ثمنه، لجمع أكبر قدر ممكن من هذه السلع، وبالتالي بيعها بالبلد/ المغرب. كل شيء يمر بسلام، بما فيه عملية الجمع، لتبدأ معاناتهم بمجرد أن تطأ أقدامهم أرض هذا الوطن- حسب تصريحات أحمد .ع- مع رجال الجمارك الذين يطالبونهم بدفع إتاوات خيالية كرشوة، والتي تتعدى في بعض الأحيان ثمن تلك السلعة، ولتبرير عملهم هذا يطالبونهم بتدوين بعض السلع البسيطة كفرن أو ثلاجة أو تلفاز أو... ليتم تمرير الباقي مقابل رشاوى يحددها المسؤول، وكل من رفض ذلك يتعرض للمهانة والمذلة والإهانة، عن طريق تشديد التفتيش وإنزال كل حمولة السيارة إلى الأرض، كما حدث مع ممثل «الوطن الآن» الذي انحنى عليه الجمركي طالبا منه أن «يفهم راسو»، قبل العودة بالورقة الخضراء الخاصة باستيراد السيارة، وعندما رفض الابتزاز كان نصيبه جزءا لا يتجزأ مما يعانيه المهاجر هناك.
هذا الوضع دفع بالعديد من المهاجرين المغاربة إلى رفض مشروع العودة الطوعية التي أعلنت عنها الحكومة الإسبانية، حيث يفضلون النوم بالشوارع ومد اليد، طلبا للقوت اليومي، على العودة إلى البلد. وإذا ما فكر أحدهم في امتهان التجارة بين المغرب وإسبانيا يعترضه المخزن ويفرض عليه ما لا طاقة له به ويسلبه، تحت الضغط والتخويف والتهديد والوعيد ما سيربحه مما التقطه من مزابل إسبانيا. | |
|